Sunday, May 20, 2012

الدكتور عزمي بشارة يحاضر في قصر قرطاج بضيافة الرئيس المنصف المرزوقي


20 مايو 2012
" ألقى الدكتور عزمي بشارة محاضرة في القصر الجمهوري في قرطاج، وذلك يوم السبت 19 مايو ايار وقد افتتح اللقاء وقدمه للجمهور الدكتور منصف المرزوقي رئيس الجمهورية. وحضر اللقاء حشد من المثقفين وقادة الراي وفي مقدمتهم عدد من السادة الوزراء وقادة الأحزاب ومنهم الشيخ راشد الغنوشي والسيد علي العريض وزير الداخلية. وكان عنوان المحاضرة : "السياقات التاريخية لنشوء العلمانية وانماطها".

وقد تابع د. بشارة سياقات نشوئها السياسية التاريخية منذ بداية الحداثة الأوروبية، وأصل اللفظ في المجال الديني، كما حلل تاريخ نشوئها كفكرة وموقف تحولت في القرنين التاسع عشر والعشرين الى نظرية العلمنة في فهم عملية التحديث. وقد انتقد الدكتور بشارة هذه النظرية، كما انتقد العلمانية الصلبة التي تعادي الدين في المجال العالم مبينا وجود أنماط أخرى من العلمانية لا تقصي الدين من المجال العام وتحرص على حيادية الدولة في الشأن الديني كما في الحالتين البريطانية والأميركية.

وقارن بين النمط الفرنسي والأميركي والبريطاني والتركي. كما قدم مطالعة مطولة نقدية لتحول العلمانية الى ايديولوجية دولة استبدادية تقدس قيما دنيوية، وبذور هذا التقديس للدولة في مصادرة الدولة للقداسة منذ حق الملوك الالهي في الحكم مرورا بالدولة القومية. كما ايد استخدام مفهوم الديمقراطية وقيمها ومبادئها، اكثر من مفهوم العلمانية الملتبس، لا سيما وأن العلمانية باتت تطمس الفرق بين العلماني الديمقراطي وغير الديمقراطي، اليساري واليميني... تماما كما ان التدين لا يكفي لفهم موقف الإنسان السياسي.

وقد شددعلى ضرورة تجاوز الاستقطاب الديني العلماني نحو تعددية بين مواقف وبرامج وايديولوجيات تقوم على تعدديتها على احترام مبادئ الديمقراطية. وأشاد بالتجربة التونسية في هذا المجال مؤكدا على ضرورة إنجاحها. وقد دامت المحاضرة والحوار الطويل الذي تبعها مع المثقفين التوانسة مدة ثلاث ساعات.
ونأمل ان نوافيكم بتسجيل لها

وتحدث الدكتور عزمي بشارة عن شعوره اثناء القاء محاضرة في قصر قرطاج، قائلا: كان المشهد مؤثرا, بالنسبة لي حتى درامي وتاريخي دون شك، ان ألتقي صديقي المناضل المنصف المرزوقي كرئيس يدعوني لالقاء محاضرة فكرية تمس قضايانا في المقر الرسمي لرئيس دولة عربية، وتتخللها نقاش جاد من دون خوف بين مثقفين توانسة في قصر الرئيس. لا اعتقد انه في اوروبا واميركا يمكن ان تشهد أمرا كهذا. على العريض السجين الدائم في سجون بن علي وزير دخلية يتقدم الصفوف لسماع محاضرة فكرية، والصديق الشيخ راشد الغنوشي المنفي الذي لم تستقبله السعودية للحج ولا فرنسا لالقاء محاضرة ها هو جالس ايضا في القصر الذي استضاف حوارا فكريا رفيعا... هل هذه تونس؟ وهل هذه المنطقة العربية؟ لحظات من الشحنات العاطفية لا توصف، ولكن الجمهور جاء ليسمع، فغرقت في الموضوع الفكري ونسيت اين انا.
"

1 comment:

Container Entsorgung said...

مدونة مميزة ... الله يوفقكم :)